agIJ

جديد البحث العلمي
11Jun

مع تزايده بصورة ملحوظة: كيف نُحدّ من (وباء السمنة/السكري)؟

11 Jun, 2024 | Return|

شهدت العقود الأخيرة تحولات جذرية في نمط التغذية على مستوى العالم، ومع تزايد العادات الغذائية غير الصحية، انتشر ما يمكن تسميته بـ "وباء السمنة/السكري "في جميع أنحاء العالم، وأصبح الوباء واقعًا يعاني منه العديد من الأفراد حول العالم بصورة متزايدة.

وفي سلطنة عُمان تشير الإحصائيات إلى وجود نحو 98,000 حالة مصابة بهذا النوع، ويتزايد هذا العدد بمعدل يصل إلى 7,000 حالة سنويًا؛ لذا أصبح الأمر مُلحًا على الباحثين لتحديد مفهوم الالتزام وفهم المعوقات لتطوير إستراتيجيات فعّالة، وإيجاد أدوات تسهم في تعزيز الالتزام بنظام غذائي للبالغين المصابين بهذا المرض.

في هذا الجانب، قام فريق بحثي يترأسه الدكتور ناصر بن ماجد السالمي من كلية التمريض بدراسة مفهوم الالتزام بنظام غذائي ومعرفة خصائصه في التعامل مع مرض السكري من النوع الثاني باستخدام منهجية "ووكر وآفانت" التي تُعنى بتوضيح المفاهيم المعقدة في مجال التمريض وتحليلها.

وبحسب النتائج؛ فإن مفهوم الالتزام بنظام غذائي يقوم على خطة تنطوي على اتّباع نظام غذائي من خلال المراقبة الذاتية، والوقاية، ومتابعة التاريخ المرضي، ويتوقف المفهوم في الواقع على عدة عوامل هي: الدافع، وفهم التوصيات المتعلقة بالتغذية، وتطوير ثقافة صحية مناسبة، والكفاءة الذاتية، وتحديد أهداف قابلة للتحقيق، وتلقّي الدعم المجتمعي.

وأظهرت النتائج أن تنفيذ هذه العوامل يترك آثارًا إيجابية على الصحة تتمثل في تعزيز المعايير السريرية الخاصة بمرضى السكري من النوع الثاني، وتحسين جودة الحياة من الناحية الصحية.

وتُعزي الدراسة أسباب عدم التزام مرضى السكري من النوع الثاني بالنظام الغذائي إلى عدم فهمهم للإرشادات الصحية، وعدم تقيّدهم بالشروط الصحية اللازمة، ومنها الفهم، والثقافة الصحية، والكفاءة الذاتية، والأهداف العملية، والدعم المجتمعي؛ لذا أصبح ضروريًا على المرضى البالغين الالتزام بنظام الرعاية الذاتية الذي يفرض قيودًا في التغذية، ويشدد على ممارسة التمارين البدنية، ويهتم بتناول الأدوية، والمراقبة الذاتية لمستويات السكر في الدم؛ لضمان السيطرة المستدامة على نسبة السكر في الدم، وتحقيق نتائج صحية طويلة الأمد.

من جانب آخر، يتأثر الالتزام بعدة مؤثرات هي: الضغوط الاجتماعية، والعوامل الثقافية والنفسية، والكفاءة الذاتية الخاصة بالنظام الغذائي؛ حيث تتمثل العوامل الاجتماعية في مشاهدة الآخرين يتناولون الأطعمة المحظورة، أما العوامل الفردية فتتمثل في الالتزام بتوصيات النظام الغذائي، والامتناع عن تناول الأطعمة غير الصحية في المناسبات الاجتماعية. في حين ترتبط معتقدات الفرد حول أسباب مرض السكري بالوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدني بصورة كبيرة.

وأشار الفريق البحثي إلى أهمية النظر في النتائج التي تم الوصول إليها للإسهام في زيادة المعرفة المتعلقة بتثقيف الطاقم التمريضي والبالغين حول أهمية الالتزام بنظام غذائي صحي، والخيارات الغذائية السليمة للحد من تفشي الوباء، وذلك في سبيل الوقاية في المقام الأول، فضلًا عن التعامل الصحيح مع الحالة المرضية، منعًا للمضاعفات التي قد يسببها مع مرور الوقت، وأوصت الدراسة العاملين في مجال الرعاية الصحية بضرورة التأكد من استيعاب المرضى لمفهوم الالتزام بالنظام الغذائي وتنفيذه في حياتهم اليومية. كما دعت إلى إجراء مزيد من البحوث في موضوع الالتزام بالنظام الغذائي ومكوناته لتطوير تدابير وإستراتيجيات أكثر فعالية لمساعدة مرضى السكري من النوع الثاني، ودراسة مفهوم الالتزام بالنظام الغذائي كجزء من نهج شامل ومتعدد العوامل لضمان السيطرة على هذا المرض بصورة أفضل.