agIJ

جديد البحث العلمي
12Jul

أكثر من ٤٤٠٠ ورقة علمية للجامعة ظهرات في قاعدة بيانات سكوبس في أخر ٣ أعوام

12 Jul, 2023 | Return|

رئيس جامعة السلطان قابوس:

  • أكثر من 4400 ورقة علمية للجامعة ظهرت في قاعدة بيانات SCOPUS في آخر 3 أعوام

  • راضون عن الجهود البحثية للجامعة في المجتمع ونرصد تأثيرها باستمرار

  • أصدرنا 52 عددًا من مجلات الجامعة المُحكّمة حوت أكثر من 600 ورقة علمية

  • نستهدف من التعاون الدولي إبراز الكفاءات البحثية العمانية عالميًا

"نريد لهذه الجامعة أن تكون متميزة"، مرّ ثلاثة وعشرون عامًا على هذه الكلمة الخالدة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- أثناء زيارته التاريخية للجامعة في الثاني من مايو عام 2000 م، والتي تُعدّ الانطلاقة الحقيقية لمسيرة البحث العلمي في الجامعة بعد الدعم السخي الذي تفضّل به المغفور له بإذن الله، والذي تواصل بالسخاء نفسه في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم- حفظه الله ورعاه.

واليوم ونحن نحتفي بهذه الزيارة السامية تستذكر "تواصل علمي" الدور القيادي الذي أخذته الجامعة على عاتقها في مجال البحث العلمي والابتكار ودعم البحوث؛ حتى غدت بيت خبرة معتمدا محليًا وإقليميًا، فكان هذا الحوار مع صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السلطان قابوس؛ لنضع النقاط على الحروف.

سموكم، لم تعد جهود الجامعة في مجال البحث العلمي خافيةً على أحد، بل إن صداها مسموع، وتأثيرها واضح، لكن دعونا في البداية نتعرّف على تقييمكم لكل ما قامت به الجامعة منذ التشريف السامي لها قبل ثلاثة وعشرين عامًا.

نصف إجابة هذا السؤال أوضحها سؤالكم؛ حيث استطاعت الجامعة أخذ زمام المبادرة لقيادة مشوار البحث العلمي والابتكار في سلطنة عمان بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة الأخرى التي ترتبط بهذا المجال الحيوي، فأهّلت الكوادر البشرية، وهيّأت البيئة البحثية المناسبة لخدمتها، ووفّرت الأجهزة والمعدات لاستخدامها، وخصصت لأجلها موارد مالية وعززتها على مدى السنوات لتمويل البحوث الداخلية، وأنشأت المراكز البحثية المتخصصة، وغيرها من الإسهامات التي نرى بأنها كانت عنوانًا للجامعة في ميادين البحث العلمي. ولأن تقييم هذا المجال مرتبط بالأرقام والإحصائيات فإن للجامعة شرف الإسهام ببحوث نوعية تحمل اسم سلطنة عمان، وهي في تزايد مضطر ولله الحمد. فقد بلغ نتاج الأوراق العلمية لباحثي الجامعة التي ظهرت في قاعدة بيانات سكوباس ما يقارب (4400) ورقة علمية على مدى الثلاثة الأعوام الماضية، ووصل عدد الأوراق العلمية المنشورة في المجلات المصنفة ضمن المستوى الأول عالميا (Q1) إلى 1051 ورقة علمية. كما قامت الجامعة بإدارة أكثر من 700 مشروع بحثي واسع النطاق لمعالجة قضايا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة. وأيضا بلغ عدد الكتب التي نشرها باحثو الجامعة والمسجلة في قاعدة بيانات الخبراءPure)) 42 كتابًا، وأصدر مجلس النشر العلمي (52) عددًا من مجلات الجامعة العلمية المُحكّمة السبع متضمنةً (635) ورقةً علمية مُحكّمة، و(6) كتب علمية. وتشجيعًا على توليد المعارف، ونشر النتائج البحثية المهمة في قواعد البيانات العالمية المعترف بها عالميًا أو المعتمدة من قبل الجامعة، تم خلال الفترة من 2020م إلى 2022م تكريم (2377) ورقةً علميةً من باحثي الجامعة، وذلك ضمن جائزة جامعة السلطان قابوس للنشر العلمي وبراءات الاختراع للأوراق العلمية المنشورة.

نستشف من إجابة سموّكم بأن هناك رضا عن جهود الجامعة في مجال البحث العلمي والابتكار؛ فكيف ترصدون نتائج هذه الجهود على المجتمع؟

كما يعلم الجميع فإن جل الجهود البحثية في الجامعة متجهة إلى المجتمع العماني ودراسة قضاياه وظواهره وإيجاد الحلول الناجعة لها، ومعالجة التحديات التي تواجهه؛ لذا شملت الجامعة في خطتها الإستراتيجية متوسطة المدى (2021-2025م) مشروع تطوير البحوث التطبيقية والبينية في مختلف التخصصات، الذي يركز ضمن أهدافه على التوسع في إجراء البحوث التطبيقية التي من شأنها الإسهام في تلبية الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية، وترويج نتائج البحوث الابتكارية، ومضاعفة تطوير الشراكات البحثية مع قطاعي الصناعة والأعمال من خلال حلّ المشكلات التي تواجه المجتمع، وابتكار اختراعات جديدة، أو القیام بعمليات تؤدي إلى تصنيع منتجات یُمكن تسويقها على نطاق تجاري، وفي هذا الصدد فيمكن أن نشير إلى ثلاثة أمثلة شارحة لذاتها ؛ فمثلا اكتشاف فريق بحثي من الجامعة لأكبر فوهة اصطدام نيزكي في سلطنة عمان، والتي تعد تراثا وطنيا وموقعًا علميًا نادرًا لدراسة آثار الارتطامات على الأرض،، ولها أهمية من الناحية العلمية والسياحية على المستوى الدولي، والثاني اكتشاف مستوطنة تعود إلى 5000 آلاف عام في ولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية، ويتمحور الثالث في إنتاج وقود حيوي من نوى التمر في مختبرات الجامعة، وتسيير أول حافلة به عبر دمجه مع الديزل، وهو إنجاز يُعد الأول من نوعه في المنطقة، ويعزز التوجهات العمانية نحو الحياد الصفري الكربوني.

وبالنسبة لعملية رصد تأثير الجهود البحثية في المجتمع؛ فنحن نرى بأنها مستمرة التأثير، فليست هي مرحلة عابرة وتنقضي، بل هي عملية متواصلة، إذ نتخذ في سبيل الحصول على نتائجها أدوات قياس متعددة ومتنوعة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر أساليب النشر العلمي المختلفة، واللقاء بأصحاب القرار، وعقد الندوات والمؤتمرات، والجلوس مع المعنيين في الجهات ذات العلاقة، إلى جانب الوسائل الإلكترونية التي توفر فرصة للمجتمع لإبداء آرائه ومرئياته واقتراحاته على ما تقدمه الجامعة من خدمات تعليمية وبحثية.

من المؤكد أن ذلك لم يكن ليتأتى لولا اهتمام أكاديميي الجامعة وباحثيها من أجل أن يكون لدراساتهم التأثير الإيجابي في المجتمع؛ فكيف تقوم الجامعة بتحفيزهم خصوصًا أولئك الذين يجمعون بين الأعباء التدريسية والبحثية؟

لم تغفل الجامعة عن هذا الجانب، بل إنها كانت سبّاقة إلى وضع حوافز عديدة نؤمن بأنها كفيلة بتحفيزهم ودفع هممهم نحو إجراء دراسات نوعية، فإلى جانب توفير البيئة البحثية المتكاملة التي تسهّل عليهم أبحاثهم؛ فقد أطلقنا جوائز ومسابقات ما أجل تشجيع الباحثين على إجراء الأبحاث ونشرها. كما أن الجامعة توفّر دعمًا ماليًا للبحوث والمشاركات في المؤتمرات الإقليمية والدولية، وفي النشر العلمي أيضا، ويتم الإعلان في يوم الجامعة من كل عام عن البحوث الاستراتيجية الفائزة بالدعم السامي، وتكريم المتميزين في الجانب البحثي، وإيمانا بقدرات الباحثين الأكاديمية والابتكارية، وتشجيعًا ودعمًا لاستثمار خبراتهم، فإن الأولوية تُعطى لذوي الخبرة منهم في الاستشارات البحثية داخل الحرم الجامعي، ولله الحمد أثمرت كل هذه الحوافز عن إنجازات محلية وخارجية حققها باحثو الجامعة من أكاديميين وطلبة. ونعمل حاليا على حافز آخر للأكاديميين وهو إمكانية تخفيف العبء التدريسي للباحثين النشيطين لدفعهم لمزيد من الإنتاج البحثي. ونريد أن نشير هنا إلى أن هذه الوسائل التحفيزية لن تتوقف، بل ستستمر بأوجه مختلفة تتواءم مع كل مرحلة، وتُضاف إليها أخرى بإذن الله، بما يُسهم في تنشيط العملية البحثية وتطويرها.

ما تحدثتم به سموكم في إجابة الأسئلة الثلاثة السابقة يتعلق بالمجتمع المحلي، فماذا عن تعاونكم الإقليمي والدولي في مجال البحث العلمي والابتكار الذي يُعدّ من المجالات العابرة للحدود؟

أيضًا هذا الأمر يُعدّ من الجوانب التي تؤمن جامعة السلطان قابوس بأهميته؛ فتعزيز التعاون مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية الخارجية إقليميًا ودوليًا يُسهم في تعزيز القدرات البحثية في الجامعة، ويُعطي الفرصة للتشارك مع العالم في كل ما يتعلق بالبحوث والدراسات، والاطلاع على مستجداتهما أولا بأول، إلى جانب تصدير الثقافة البحثية العمانية وإبراز جهود الكفاءات الوطنية في العالم، وتعريفه بهم، وقد قطعنا ولله الحمد مشوارًا طيبًا في هذا الأمر، ومؤخرًا نجحنا بالدخول في تمويل دولي مشترك لبعض البحوث مع جامعة زييانغ الصينية، والأكاديمية الصينية للعلوم، وجامعة قطر، وأجرينا عددا من الدراسات بالتعاون مع مؤسسات خارجية، ومن ذلك دراسة عن جلطات الدم الوريدية عند البالغين مع معهد أبحاث مستشفى أوتاوا بكندا، ودراسة حول استخدام عدادات المياه الذكية لإدارة طبقات المياه الجوفية متعددة الفترات مع جامعة حمد بن خليفة في قطر، ودراسة حول تحديد الشفرات العلمية بالتعاون مع جائزة مكتب البحوث البحرية، و مشروع بحثي حول تأثير الرضا عن التوازن بين العمل والحياة على الصحة العقلية لمتخصصي الرعاية الصحية مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، ودراسة النسخ المختبري مع جامعة كاتانيا الإيطالية، بالإضافة إلى التعاون مع منظمة اليونسيف في مشروع يخص حماية الطفل، ومشروع بحثي عن تأثير الدوامات والتيارات المائية على الأمن الغذائي والمائي مع المكتب الأمريكي للبحوث البحرية العالمية. وهناك شكل آخر من هذا التعاون تحرص الجامعة عليه باستمرار وهو استقبال وفود مختلفة من مؤسسات بحثية وأكاديمية خارجية، وبحث آلية التعاون مع مؤسساتهم، إلى جانب دعم مشاركة باحثي الجامعة وأكاديمييها في محافل بحثية وابتكارية دولية.